لينين الرملي
منذ 2 ساعة 1 دقيقة
عكس المنتظر بعد وقوع ثورة 25 يناير التي حدثت يوم 25 يناير وعكس البداية التي شهدت تلاحم المسلمين والمسيحيين معا في المظاهرات بهتاف أنهم «إيد واحدة», لكن ما هي إلا أيام وبدأت الاعتداءات علي أقباط مصر تعود وتتوالي أكثر من قبل، وكما أحرقت أقسام الشرطة وبعض ما سمي «مقار الفلول», هوجم الأقباط أمام ماسبيرو وهوجمت الكنائس حتى وصلت إلي الكاتدرائية لأول مرة، كما رأينا، وحتى هذه اللحظة لم يضبط أحد في هذه الجرائم!
وأيضاً عكس المنتظر ظهرت المرأة شابة وزوجة وأماً في ميادين مصر تسابق الرجل في التظاهر وتعريض نفسها للخطر ولكن سرعان ما تغير الموقف وصارت أي أنثي معرضة للتحرش داخل المظاهرات وخارجها، وتم تعريتها وسحلها والكشف عن عذريتها إلخ.. من الطبيعي أن تتعرض المرأة لنفس العنف الذي يقع علي الشباب المتظاهر كأن من يعتدي عليها يقول «ماشي أنت» اللي عايزة مساواة بالرجل؟ ذنبك
علي جنبك بقي». وحتى هذه اللحظة لم يضبط أحد في هذه الجرائم!
لكن لماذا زاد التحرش بها خارج المظاهرات وبدون دوافع سياسية, حتى لو كانت محجبة أو تمشي مع زميلها أو خطيبها؟
السبب المنطقي أن المـتأسلمين ينظرون للأنثى علي أنها عورة، وبالتالي هي فتنة في أي مكان تتواجد فيه ومسئولة عن الفتنة الجنسية مقابل تسمية الفتنة الطائفية المسئول عنها الأقباط والمسيحيون لاختيار العيش وسط المسلمين!
وكليهما تسمية غير صحيحة والمراد منها تمييع الحقيقة, بل عكسها.
فالمرأة ليست مسئولة عن تحرش الرجل بها، والمسيحي المصري لا يتعامل مع المسلم بطريقة تجعله يتحرش به, العكس هو الصحيح. ففي الحالتين يقع التحرش علي المرأة وعلي المسيحي من مسلمين.
إذا أمسك رجل بصدر فتاة في الطريق قلنا فوراً إن ملابسها فاضحة كأن هذا مبرر وكأن أي رجل هو طفل يمد يده لأي لعبة لا تخصه وبالتالي لا نلومه أو نعاقبه أو نهتم بتربيته، ونلوم المرأة لأن صدرها بارز من خلف ملابسها ونري الحل أن تحبس في البيت ولا تخرج للشارع.
وفي حين يضرب المتظاهر أو الثائر ينتهك جسد المرأة بطريقة جنسية، وهو ما يثبت أن الأمر لا علاقة له بالخلاف السياسي, بل هو شماعة لارتكاب فعل دنيء. وكما تستخدم الشرطة البلطجية الذين ضد المتظاهرين اعتماداً علي أنهم أكثر تدريبا ويملكون كل أنواع الأسلحة، فالمتحرش بالمرأة ـ أي امرأة ـ يعتمد علي أنه يملك عضلات أقوي منها.
وفي حالة المسيحي فإنه مجبر علي المشي بجوار الحائط، ومجبر على أن يخفي الصليب المعلق في رقبته أو المدقوق علي يده لأنه من أقلية وما دام هو أقلية فدينه علي خطأ، مع أن عدد المسيحيين في العالم أكثر من المسلمين بينما المسلمون أكبر عددا من اليهود، ولكن هزيمتهم تبدو من أصعب الأمور.
كما سرقت الثورة من الثوار الذين صنعوها ثم سرقها كل تيارات الإسلام السياسي وعلي رأسهم الإخوان، سرقت كل حقوق المرأة والقبط علي السواء.
في لقاء تليفزيوني حكي الدكتور وسيم السيسي أنه سأل سائق تاكسي عن المدة التي قضاها الأقباط في مصر، فقال له إنها حوالي مائة سنة!
المعني أن الأقباط هم الذين جاءوا إلي مصر من خارجها، كأنها كانت قبل ذلك صحراء لا يسكنها أحد. ونحن كأننا نعيش حتى اليوم في هذه الصحراء وفي القرن الأول الهجري، لكن أخيرا أصبح عندنا مسجد عمرو بن العاص الذي أمر المهندسين الذين جاءوا في حملته ببنائه.
وما مشروع النهضة الذي يتعجله الناس بلا مبرر, إلا إقامة خلافة إسلامية عاصمتها القدس لن يوجد فيه المسيحيون أو اليهود، وكذلك استعادة دولة الأندلس، ومع الخلافة يختفي جنس الأقباط بعد أن يضطروا للهجرة ويختفي جنس النساء بعد أن يضطرون للحبس خلف البيوت.
سبب التحرش بالنساء أن الأقوياء عضليا من جنسهن (قلة).
وسبب التحرش بالأقباط أن تعدادهم بالنسبة للمسلمين (قلة).
وفي الحالتين من الطبيعي أن يخسر كل منهما في أي معركة.
و المثقفون والمتعلمون في الشعب لا يملكون أي أسلحة أو أي مال ثم هم ( قلة).
بينما السلطة سواء كانوا من الجيش أو من الإخوان يملكون السلاح والعدد المدرب أو الميليشيات، وكان اعتماد حكم مبارك ومن سبقه علي هذا، وهو نفس ما يعتمد عليه الإخوان حالياً، وهو نفسه قانون العصور الوسطي الذي لم نغادره بعد.
الوفد