تعبير العلبة والجوهرة تعبير يفصل جسد العذراء عن جسد المسيح . وبالتالى هو فصل لجسد المسيح عن جسدى أنا .. والحقيقة إن المسيحية مبنية على أساس مهم " لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فىَّ " ( غل 2 : 2 ) . إيماناً بعجز الانسان عن إدراك الله بدون الله " أبونا بيشوى كامل
تأملوا يا أحبائى الفرق بين تعبير الآباء والتعبير الدخيل علينا من الغرب . الغرب ظنها ( الست العذراء ) إناء فأفسدوا كل بركات التجسد . وبهذا يكون الانسان بعيداً عن الاله المتجسد . لكن فكر آبائنا ركز على أن العذراء قدمت عجينة
( ثيئوطوكية الخميس ) من لحمها ودمها للاتحاد باللاهوت . وبهذا نحس بعمق ولذة وروحانية تجسد المسيح الذى أخذ جسدنا وصار واحداً منا . " هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له " ( ثيئوطوكية الجمعة ) " أبونا بيشوى كامل
هذه العجينة البشرية التى قدمتها العذراء .. أنا وأنت منها .. وهذا هو نصيبنا فى التجسد الالهى عن طريق العذراء " أبونا بيشوى كامل
عائلتنا الحقيقية بدأت بالتجسد من أمنا القديسة مريم العذراء " أبونا بيشوى كامل
الإله غير المحدود فى نسب عائلة من جنسنا عن طريق العذراء مريم قريبتنا كلنا بالجسد . هذه العائلة رأسها الرب يسوع .. الأخ الأكبر .. " ليكون بكراً بين أخوة كثيرين "
العذراء مريم هى الأم :
أما أطراف هذه العائلة فهم القديس يوحنا المعمدان والرسل والقديسون ومعلمنا العظيم مارمرقس والمحامى القدير أثناسيوس الرسولى ، وعمود أرثوذكسيتنا كيرلس الكبير عمود الدين ، وأولادها الشجعان مارجرجس ومارمينا وأبوسيفين والأمير تادرس وعشاق بتولية العذراء القديسين أنطونيوس وبولا والأنبا بيشوى
وأبو مقار " أبونا بيشوى كامل
العذراء مريم أدخلتنا فى قرابة جسدية للرب يسوع " أبونا بيشوى كامل
دخلنا بالعذراء فى بنوة إلهية عندما أعطانا سلطاناً أن نصير أولاد الله " أبونا بيشوى كامل
السيدة العذراء هى المنظر العظيم فى الخلاص ( خر 3 : 53 ) فحلول اللاهوت فى بطن العذراء وعدم احتراقها كعدم احتراق العليقة ، كعدم احتراقنا رغم سكنى الروح القدس فينا ورغم أكلنا جسد الرب ودمه .
العذراء هى قدوتنا فى اتحادنا بالله مع عدم احتراقنا .
لم يكن الخلاص ممكناً بنبى مثل موسى ، بل نزول الله ذاته قبل أن يرسل الله موسى لفرعون نزل الله على الأرض فى شكل عليقة تشتعل ولا تحترق ، اشارة إلى أن الخلاص لابد أن يبدأ بنزوله وتجسده فى بطن العذراء التى لم تحترق كالعليقة عندما حملت جمر اللاهوت " أبونا بيشوى كامل
لكى أعيش التجسد باستمرار ينبغى أن أدرك أنه ليس لى إرادة منفصلة عن المسيح "لتكن لا مشيئتى بل مشيئتك " ، وأن لا يكون لى فكر غير فكر المسيح " أما أنتم فلكم فكر المسيح " ، وليس لى حياة خاصة " لى الحياة هى المسيح " أبونا بيشوى كامل
الاختبار العملى للتجسد الالهى أن أعيش يومى وحياتى ثابتاً مع إخوتى فى جسد المسيح بهمهم وآلامهم " مكملاً فى جسدى نقائص شدائد المسيح " مجاهداً حياتى من أجل بنيان جسد المسيح " أبونا بيشوى كامل
طوباكِ يا أمنا .. يا أم البشرية .. يا مَن قدمّتِ جسداً من بطـنكِ نيابة عنا ليصير كلمة الله جسدا. انت حملت كل هذه الاتعاب وهذا السيف ممثلة لنا جميعاّ " أبونا بيشوى كامل
إن دخول وخروج ربنا على التلاميذ فى العلية والأبواب مغلقة هو بعينه سر دخوله وخروجه من بطنكِ والأبواب مغلقة " أبونا بيشوى كامل
طوباكِ يا أمنا.. لأن فيكِ وحدكِ سر تجسده ، وسر قيامته فيكِ وحدكِ سر العذراوية وأسرار القيامة والأبواب المغلقة .. ونحن جنسكِ قد صار لنا بكِ هذه الأسرار الالهية واختبارها فى حياتنا ـ أى اختبار دخول الرب القائم فى حياتنا كل يوم وكل لحظة مع أن الأبواب كلها مغلقة " أبونا بيشوى كامل
مَن فى الوجود مثلك !! سر عذراويتك الدائمة بعد الولادة إنه بالحق سر عذراوية القبر المغلق عند خروج الرب القائم " أبونا بيشوى كامل
بكل تأكيد إن قصد الله من تجسـده وحياتـه علـى الأرض ودخوله أورشليم وصلبه .. هو أن يحررنا من عدونا إبليس ثم يملك على قلبنا . فندخل فى ملكوته ونتمتع بالحياة معه .. نصير أولاده " أبونا بيشوى كامل
بشارة التجسد للعالم كله كان فى شخص العذراء " أبونا بيشوى كامل
إن الاله يقدر أن ينزل للانسان ويأخذ جسده ولكن الانسان يعجز أن يمسك الله بفكره
التجسد الالهى هو اتحاد طبيعة الله بطبيعة الانسان . وهذا هو قمة الالتصاق الذى علينا أن نكتشفه دائماً فينا
الرب يسوع غير خاضع للزمن ولكنه دخل الزمن ليلحمنا بالأبدية ويخرجنا من عبودية الزمن " أبونا بيشوى كامل
التجسد الالهى أخرجنى من حدود الغنى المادى الذى يعتمد على الذات المحدودة ، والمال المحدود ، والصحة المحدودة ، والوقت المحدود إلى الغنى غير المحدود " أبونا بيشوى كامل
التأمل المستمر فى التجـسد الالهى يكشـف لنا سر طبيعتنا الجديدة السماوية " أبونا بيشوى كامل
الاحساس المستمر بوجود الله معى فى كل أعمالى وحركاتى هو إشارة صادقة للتجسد الالهى .. وإن أعمالنا وحركاتنا تتم به " لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد " أبونا بيشوى كامل
وجود جسد الرب على المذبح علامة على استمرار التجسد فى حياتنا كل يوم " أبونا بيشوى كامل
المسيح الحياة هو النور .. هو الذى يبدد الظلام فيكسب نفسى فرحاً لا يُنطق به..
نور الحق المتجسد .. نور الطهارة ..
نور الحب للجميع .. إنه نور التجسد الالهى " أبونا بيشوى كامل
هذا يا أخى هو حقنا فى المسيح الذى أخذ جسدنا وصار انسـاناً الذى " أخـذ الذى لنا وأعطـانا الذى له " ( أبصاليةالجمعة ) " أبونا بيشوى كامل
لنشبع من الحياة ونعيشها ونشبع من الحب ونتلذذ به ونشبع من النور وتستنير حياتنا به آمين .
رحلة التجسد هى:-
نزول الله واتحاده بجسدنا/اقاذه لنا/ثم صعوده بنا من الارض " أبونا بيشوى كامل
لا يمكن أن يتم الخلاص بإرسال موسى بل بنزول الله ذاته فى التجسد . فلذلك كان نزول الله فى العليقة ضرورياً قبل بدء كل عمليات الخلاص " أبونا بيشوى كامل
إن القصد الالهى من تجسد المسيح وفدائه وقيامته وصعوده يكمن فى جعلنا أبناء للآب السماوى " أبونا بيشوى كامل
.........................................