[center]
[center]" وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس و الانبياء ( يسوع ).... "
(يو 1 : 45)
ثمار الروح القدس تؤهل الإنسان تماماً للخدمة والكرازة
حينما نظن أن خدمة الرب يسوع قاصرة على أولئك الذين كرسوا انفسهم للعمل فى
حقل الكرازة بالإنجيل وخدمة الكلمة ، وهذا غير صحيح بالمره ، لأن الكل
مدعو لخدمه الرب يسوع ومن يرفض دعوة الخدمة يتجاوز ويتعدى العديد من
الوصايا الإلهية، لأنه يرفض السلوك بالكمال والإقتداء بالقديسين والأبرار،
بل يرفض الإقتداء بشخص الرب يسوع نفسه الذى جاء " ليخدم و ليبذل نفسه
فدية عن كثيرين " و كان " يصنع خيرا و يشفي جميع المتسلط عليهم ابليس .. "
(مر 10 : 45، مر 10 : 45).
بل حتى الشهداء الأطهار و
الآباء المتوحدين كانوا يخدمون الكلمة بكل نشاط وحب ، وكانت خدمتهم للكلمة
، رغم إنشغالهم بالعبادة والشهادة للمسيح ، كانت خدمتهم هذه مثمرة
للغاية ، الكثير والكثير منهم قد رحل عن عالمنا الفانى ولكن مازالت
الكنيسة تنتفع من ثمار خدمتهم الجليلة التى قدموها أبان حياتهم فى الجسد .
وروح الله لا يكف من تذكية
الخدمة الصحيحة والعبادة الحق لكل إنسان ، والذى يقبل دعوة الروح يصل به
هذا الروح إلى حد الإقتناع بأهمية خدمة الكلمة والعمل فى كرم الرب ، بل
يتعدى أمر إهتمام الروح القدس بالإنسان فى إطار الدعوة للخدمة إلى حد
مؤازرته بالقوة والنعمة وفيض المواهب التى لا يعبر عنها وتكفل لخدمته كل
نجاح ومجد وثمر .
كل شخص مدعو للخدمة ،
فالإنسان الذى يحمل فى داخله روح الله تجد لسان حاله يقول مع بولس الرسول
دائماً "ويل لي ان كنت لا ابشر " (1كو 9 : 16). ، والضرورة موضوعة
بالأكثر على كل إنسان قد أرتوى وشبع من المسيح وذاق نعمة الوجود معه كل حين
، هذا الإنسان لا يجب أن يقف بعيدً ينظر وينتظر خلاص الأخرين ، بل أن
يدعوهم مع داود قائلا " ذوقوا و انظروا ما اطيب الرب .. " (مز 34 :
فلابد لهذا الإنسان الذى ارتوى وشبع أن يقبل ويبذل نفسه أيضاً لخدمة
البعيدين والمحتاجين لنعمة الرب ، و هذه هى الفئه التى أسماها أشعياء النبى
حراس أسوار أورشليم ، لذا نجده يخاطبهم مذكراً آياهم بالدعوة التى أتت
لهم من قبل الرب قائلاً : " ..لا تسكتوا ، و لا تدعوه يسكت حتى يثبت و
يجعل اورشليم تسبيحة في الارض " (اش 62 : 6 ، 7 ).
وجدير بالتوضيح أن ثمار الروح التى يمتلى بها الإنسان كفيلة لتآهيله لخدمة الرب ..
فمثلاً الإنسان الذى توجد فى
حياته المحبة ، يجد نفسه مؤهلاً وبقوة ، بموجب هذه المحبة، للعديد
والعديد من الخدمات المباركة والمقبولة لدى الرب ، كالسعى فى إيجاد السلام
بين الأخرين والصلح بينهم وإقتيادهم للكنيسة والإعتراف بخطاياهم ، وأيضاً
سيجد نفسه مؤهلاً لمؤازرة الأخرين فى إطار من البذل والتضحية ، ... الخ ..
وهكذا نجد أن الإنسان
الممتلىء من المحبة إنسان مؤهل للخدمة تماماً ، وقس على ذلك باقى ثمار
الروح القدس التى تؤهل الإنسان تماماً للخدمة والكرازة ، والتى تضمن له
خدمة مثمرة وكرازة ناجحة ، إذا ما ثبتت فى داخلة هذه الثمار .
فلا غنى عن الكرازة
بالإنجيل لكل أحد ، ولا مبرر لإنسان لا يكرز ، فالكرازة ليست موهبة يأخذها
البعض بل واجب روحى وغيرة مقدسة ، ولا فائدة من تآجيل دعوة الأخرين لتبعية
المسيح طالما كان ذلك ممكناً ، وأعتقد ان ذلك ممكناً فى كل الأوقات لأننا
نحمل فى داخلنا الكثير والكثير من بركات الرب التى تؤهلنا لان نكون آلات
بر صالحة فى كل حين لعمل مرضاة الرب وإتمام إرادته ، لذا يقول بولس
الرسول " اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في ( وقت مناسب و غير مناسب ) وبخ
انتهر عظ بكل اناة و تعليم " (2تي 4 : 2).
صديقى لا تنتظر مجىء احد
يدعوك للخدمة ويحثك على تمجيد الرب فى وصاياه ، لأن الله يدعوك ويقول لك
على لسان الطوباوى بولس " اعمل عمل المبشر " (2تي 4 : 5) ، فالدعوة
موجودة ، واستعداد الروح لمؤزرتك ايضاً أعظم من أن تتصور أو تعتقد ، فهل
الإراده لديك حاضرة لخدمة الرب وجذب النفوس لديه ، لك القرار والمصير.
[size=25]اذكرونى فى صلواتكم[/size]
[/center][/center]