ملكي صادق
ملكي صادق شخصية كتابية غامضة،
واسمه معناه : "ملك البر" وأيضاً "ملك السلام" (عب 7: 2). ويذكر ملكي صادق
عدة مرات في الكتاب المقدس (تك 14: 18- 20، مز 110: 4، عب 5: 10، 6: 20، 7:
1- 17).
أولاً
:- في سفر التكوين (14: 18 –20): زحف كدرلعومر ملك عيلام ومعه ثلاثة ملوك
آخرون من ملوك بلاد بين النهرين، على البلاد المحيطة بالبحر الميت لإعادة
إخضاعهم له. وحدثت الموقعة في عمق السديم، وانهزم حلف سدوم وعمورة، فأخذ
كدرلعومر ومن معه جميع أملاك سدوم وعمورة، وأخذوا لوطاً ابن أخي أبرام،
وأملاكه ومضوا، فلما سمع أبرام، جر غلمانه المتمرنين، ولدان بيته، ثلاث مئة
وثمانية عشر، وتبعهم إلى دان، وهزمهم "واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً
أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب" (تك 14: 14-16).
وعند عودته قابله ملكي صادق، ملك شاليم
(أورشليم – انظر مز 76: 2)، وقدم لإبراهيم خبزاً وخمراً – وكان ملكي صادق
كاهناً لله العلي – وقال له : "مبارك أبرام من الله العلي، مالك السموات
والأرض، ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك. فأعطاه (إبراهيم)
عشراً من كل شئ". ولا علاقة "لله العلي" الذي كان ملكي صادق كاهناً له،
بالإله الوثني "عليون" الذي كان يعبده الكنعانيون، بل هو الله العلي الذي
خلق السموات والأرض. وقد كان هذا أمراً بعيداً عن الفكر الوثني (تك 14: 19
و22، مز 7: 17، 47: 2، 57: 2، 78: 56). ويقول ملكي صادق لإبراهيم : مبارك
الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك" (تك 14: 20)، ويبدي إبراهيم موافقته
على ذلك، بقبول عطاياه، "وأعطاه عشراً من كل شئ"، بينما أبى إبراهيم أن
يأخذ شيئاً من ملك سدوم الذي لم يكن يعرف "الله العلي" (تك 14: 21- 24).
ويرى البعض أن معرفة ملكي صادق بالله العلي الحقيقي، وصلت إليه في الأجيال
القديمة منذ زمن الطوفان، أو أنه – مثل إبراهيم – تخلى عن الوثنية وتحول
إلي التوحيد بإعلان مباشر من الله. فمن الواضح في (عب 7: 3) أنه لم يكن
وارثاً لهذا الكهنوت عن أحد أسلافه.
ثانياً :- في سفر المزامير (110: 4): في المزمور المئة
والعاشر، يتكلم داود بروح النبوة عن شخص أعظم منه، يقول عنه "ربي"، ارجع
أيضاً إلى مت 22: 43و 44، مرقس 12: 36، لو 20: 42)، وقد اقتبس الرب يسوع
هذا الكلام، مطبقاً إياه على نفسه، وذلك لأنه "ابن الله" كما أنه "ابن
داود" – حسب الجسد- والكلام في العدد الرابع من المزمور موجه للمسيا: "أنت
كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق"، وتجد إيضاحاً لهذا القول في الرسالة
إلى العبرانيين كما سيأتي.
ثالثاً :- في الرسالة إلى العبرانيين : (5: 6- 11، 6: 20-
7: 28). إن كهنوت الرب يسوع أسمى من كهنوت هارون، لذلك يقول الوحي عنه :
"أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق " (عب 5: 6) وذلك أولاً : لأن
المسيح وملكي صادق هما ملكا البر وملكا السلام (عب 7: 1و2)، وثانياً : أن
لكليهما كهنوتاً لا علاقة له بالتوارث العائلي (عب 7: 3)، وثالثاً : إن
كهنوتهما دائم إلى الأبد (عب 7: 3). ثم يبين الرسول أن كهنوت ملكي صادق
أسمى من الكهنوت اللاوي، فقد كان ملكي صادق أعظم من إبراهيم جد لاوي، لأن
ملكي صادق أعطى إبراهيم هدايا، وبارك إبراهيم وأخذ منه العشور (عب 7: 4-
10). ثم يذكر أن كهنوت ملكي صادق أعظم من الكهنوت اللاوي، الذي لم يكن به
كمال (عب 7: 11-19). ثم إن كهنوت المسيح، على رتبة ملكي صادق، كان بقسم،
وهو ما لم يحدث في الكهنوت اللاوي، (عب 7: 20-22)، وكهنوت المسيح يبقى إلى
الأبد (عب 7: 3و 23- 25).
والذين يقولون إن ملكي صادق لم يكن سوى أحد ظهورات المسيح
قبل التجسد، يبنون ذلك على ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين (7: 39 من أنه
"بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداية أيام له ولا نهاية حياة، بل هو مشبّه
بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى الأبد". ولكن يجب فهم هذه العبارة بمعنى أن
كهنوته يتميز عن كل كهنوت آخر، وليس أن نسله الكهنوني سيستمر إلى الأبد.
لقد كان "ملكي صادق" ملكاً وكاهناً مقاماً من الله، ليكون رمزاً للرب يسوع
المسيح. وعبارة " بل هو مشبه بابن الله" دليل واضح على أنه لم يكن هو "ابن
الله" (عب 7: 3). وليس ثمة سند كتابي للزعم بأن ملكي صادق كان هو "سام بن
نوح" (كما يذكر الترجوم اليهودي، وكما يظن جيروم ولوثر وغيرهم).
منقول
ملكي صادق شخصية كتابية غامضة،
واسمه معناه : "ملك البر" وأيضاً "ملك السلام" (عب 7: 2). ويذكر ملكي صادق
عدة مرات في الكتاب المقدس (تك 14: 18- 20، مز 110: 4، عب 5: 10، 6: 20، 7:
1- 17).
أولاً
:- في سفر التكوين (14: 18 –20): زحف كدرلعومر ملك عيلام ومعه ثلاثة ملوك
آخرون من ملوك بلاد بين النهرين، على البلاد المحيطة بالبحر الميت لإعادة
إخضاعهم له. وحدثت الموقعة في عمق السديم، وانهزم حلف سدوم وعمورة، فأخذ
كدرلعومر ومن معه جميع أملاك سدوم وعمورة، وأخذوا لوطاً ابن أخي أبرام،
وأملاكه ومضوا، فلما سمع أبرام، جر غلمانه المتمرنين، ولدان بيته، ثلاث مئة
وثمانية عشر، وتبعهم إلى دان، وهزمهم "واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً
أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب" (تك 14: 14-16).
وعند عودته قابله ملكي صادق، ملك شاليم
(أورشليم – انظر مز 76: 2)، وقدم لإبراهيم خبزاً وخمراً – وكان ملكي صادق
كاهناً لله العلي – وقال له : "مبارك أبرام من الله العلي، مالك السموات
والأرض، ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك. فأعطاه (إبراهيم)
عشراً من كل شئ". ولا علاقة "لله العلي" الذي كان ملكي صادق كاهناً له،
بالإله الوثني "عليون" الذي كان يعبده الكنعانيون، بل هو الله العلي الذي
خلق السموات والأرض. وقد كان هذا أمراً بعيداً عن الفكر الوثني (تك 14: 19
و22، مز 7: 17، 47: 2، 57: 2، 78: 56). ويقول ملكي صادق لإبراهيم : مبارك
الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك" (تك 14: 20)، ويبدي إبراهيم موافقته
على ذلك، بقبول عطاياه، "وأعطاه عشراً من كل شئ"، بينما أبى إبراهيم أن
يأخذ شيئاً من ملك سدوم الذي لم يكن يعرف "الله العلي" (تك 14: 21- 24).
ويرى البعض أن معرفة ملكي صادق بالله العلي الحقيقي، وصلت إليه في الأجيال
القديمة منذ زمن الطوفان، أو أنه – مثل إبراهيم – تخلى عن الوثنية وتحول
إلي التوحيد بإعلان مباشر من الله. فمن الواضح في (عب 7: 3) أنه لم يكن
وارثاً لهذا الكهنوت عن أحد أسلافه.
ثانياً :- في سفر المزامير (110: 4): في المزمور المئة
والعاشر، يتكلم داود بروح النبوة عن شخص أعظم منه، يقول عنه "ربي"، ارجع
أيضاً إلى مت 22: 43و 44، مرقس 12: 36، لو 20: 42)، وقد اقتبس الرب يسوع
هذا الكلام، مطبقاً إياه على نفسه، وذلك لأنه "ابن الله" كما أنه "ابن
داود" – حسب الجسد- والكلام في العدد الرابع من المزمور موجه للمسيا: "أنت
كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق"، وتجد إيضاحاً لهذا القول في الرسالة
إلى العبرانيين كما سيأتي.
ثالثاً :- في الرسالة إلى العبرانيين : (5: 6- 11، 6: 20-
7: 28). إن كهنوت الرب يسوع أسمى من كهنوت هارون، لذلك يقول الوحي عنه :
"أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق " (عب 5: 6) وذلك أولاً : لأن
المسيح وملكي صادق هما ملكا البر وملكا السلام (عب 7: 1و2)، وثانياً : أن
لكليهما كهنوتاً لا علاقة له بالتوارث العائلي (عب 7: 3)، وثالثاً : إن
كهنوتهما دائم إلى الأبد (عب 7: 3). ثم يبين الرسول أن كهنوت ملكي صادق
أسمى من الكهنوت اللاوي، فقد كان ملكي صادق أعظم من إبراهيم جد لاوي، لأن
ملكي صادق أعطى إبراهيم هدايا، وبارك إبراهيم وأخذ منه العشور (عب 7: 4-
10). ثم يذكر أن كهنوت ملكي صادق أعظم من الكهنوت اللاوي، الذي لم يكن به
كمال (عب 7: 11-19). ثم إن كهنوت المسيح، على رتبة ملكي صادق، كان بقسم،
وهو ما لم يحدث في الكهنوت اللاوي، (عب 7: 20-22)، وكهنوت المسيح يبقى إلى
الأبد (عب 7: 3و 23- 25).
والذين يقولون إن ملكي صادق لم يكن سوى أحد ظهورات المسيح
قبل التجسد، يبنون ذلك على ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين (7: 39 من أنه
"بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداية أيام له ولا نهاية حياة، بل هو مشبّه
بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى الأبد". ولكن يجب فهم هذه العبارة بمعنى أن
كهنوته يتميز عن كل كهنوت آخر، وليس أن نسله الكهنوني سيستمر إلى الأبد.
لقد كان "ملكي صادق" ملكاً وكاهناً مقاماً من الله، ليكون رمزاً للرب يسوع
المسيح. وعبارة " بل هو مشبه بابن الله" دليل واضح على أنه لم يكن هو "ابن
الله" (عب 7: 3). وليس ثمة سند كتابي للزعم بأن ملكي صادق كان هو "سام بن
نوح" (كما يذكر الترجوم اليهودي، وكما يظن جيروم ولوثر وغيرهم).
منقول